الخميس، 5 يناير 2012


تعريف عام للأفلام الوثائقية :



يعرف الفيلم الوثائقي بأنه المعالجة الخلاّقة للواقع ، فالدراما في الفيلم الوثائقي هي عملية اكتشاف وتبني ، بينما تكون الدراما في الفيلم الروائي معدّة مسبقا من قبل الكاتب ثم تصل إلى الذروة وصولاً إلى الحل . والعالم المتخيّل في الفيلم الروائي يمكن له أحياناً أن يتجاوز الحقيقة بينما لا يمكن تجاوزها في الفيلم الوثائقي ، لكن قدرة الفيلم الوثائقي على التزييف والتأثير على الرأي العام أقوى من قدرة الروائي على ذلك .
يسود لغط كبير بين الناس أن الفيلم الوثائقي هو مجرد فيلم قصير فحسب أو أن القصر هو من خصائص الفيلم الوثائقي وحده ، وهذا بالطبع لغط وخطأ كبير لا ينبغي لأحد أن ينساق خلفه ، فالفيلم الوثائقي يمكن أن يكون فيلماً قصيراً أو طويلاً وبالتالي نجد أن الطول أو القصر هما ميّزة وليسا خاصية لهذا النوع من الأفلام . وشأن الوثائقي في ذلك شأن الروائي ، فالروائي يمكن أن يكون طويلاً أو قصيراً ، وإن الذي يحدد ذلك في أي نوع من الأفلام هو الموضوع ذاته بالدرجة الأولى. فالموضوع وطريقة المعالجة هو الذي يفرض طول أو قصر الفيلم وليس كونه فيلما روائياً أو وثائقياً أو غيره . وعند التعامل مع الحقيقة في أحد الأفلام يجب أن تتغير الحقيقة نوعاً ما فيجب أن نختار منها ونعطيها صيغة معينة وشكلاً فنيَاً ما .
و هناك نقطتين مهمتين يبنى على أساسهما الفيلم الوثائقي وهما عدم المبالغة في الأحداث من جهة وأن تكون هذه الأحداث أو المعلومات التي ترد في الفيلم حقيقة غير مزيفة أو مصطنعة من جهة أخرى . وقد تطورت هذه النظرية على أيدي بعض المخرجين والمنظّرين ( أندرية بازان ، روبرت فلا هرتي ... ) وأخذت شكلاً أوسع وأعمق من ذي قبل ، فالسينما الوثائقية أصبحت ترتكز على المادة الحياتية وعلى الظواهر والمواد الموجودة موضوعياً ....... وهذا يعني أن السينما الوثائقية أصبحت حالة ، الواقع فيها مادة خام يستخرج منها المبدع كل ما هو جديد دون الإكتفاء بنسخ هذا الواقع وعرضه على الشاشة كما هو ( مثلما كان يحدث في البدايات) .
إذن السينما الوثائقية هي المعالجة الخلاّقة للواقع حيث أنها تتضمّن الجانبين الموضوعية ( المعالجة ) والذاتية ( الخلاقة ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق